يذهب كثير من المؤرخين إلى أنه قبل تأسيس ليكسوس وجدت مدينة تعود إلى العصر القديم, وقد كانت في نفس الموقع الحالي لمدينة العرائش, حيث يرى المؤرخ بلين الشيخ (القرن الأول م) "أن هذه المدينة كانت تسمى ليسا, ويرى "تيسو" نفس الرأي ويعطيها اسما أخر هو ليكسوس ليبيا, حيث توجد أسطورة حدائق الهيسبريديس, وفي سنة 789 م أطلق اسم العرائش على هذه الأبنية.
وقد ورد في نص للرحلة "سكيلاكس" وذلك سنة 355 ق م . فبعد أن نعت هذا الأخير المدينة لكسوس بالمستعمرة الفينيقية يستطرد بالقول أنه بالقرب منها فيما وراء نهر لوكوس, توجد مدينة ليبية تتوفر على ميناء . وبالرغم من كون سكيلاس "كان دقيقا في تحديد مواقع المدن التي يتكلم عنها إلا أنه لا يمكن الجزم بإشارة هاته على أنها
العرائش الحالية, ما دامت الأبحاث الأركيولوجية لم تمدنا إلى حد الساعة بمعطيات أثرية
تعود لفترة ما قبل الإسلام, مع كل ذلك فإن فرضية وجود استقرار بشري بالموقع الحالي للعرائش منذ فترة قديمة, تبقى محتملة وواردة هذا إذا نظرنا إلى قرب الموقع من المدينة ليكسوس بالإضافة إلى موضعه المتميز على المحيط الأطلسي ووادي اللكوس.
أما إذا قمنا بدراسة وقراءة المصادر الجغرافية التي تعود إلى الفترة الوسيطية, نجدها تظم معلومات حول "شوميس" وهي التسمية التي نعتت بها, ولا يزال موقع لكسوس خلال الفترة الإسلامية أكثر مما يتطرقون إلى موقع العرائش. فابن حوقل (القرن 10م) والبكري (القرن 11م) والادريسي (القرن 12م) تحدثوا عن شوميس ووصفوها بالمدينة الأهلة بالسكان وبجمالها الطبيعي الغني بموارده المائية ونشاطه الرعوي, وتنوع أشجاره وعن سكانه الأمازيغ. وهذا لنقص من المعلومات التاريخية حول تأسيس مدينة العرائش حول المجال أمام العديد من الدارسين والباحثين ليدلوا بفرضيات عديدة حول تأسيس مدينة العرائش حرك المجال أمام العديد من الدارسين والباحثين ليدلوا بفرضيات عديدة حول تأسيس المدينة, فأبو القاسم الزياني الذي عاش في القرن الثامن عشر م. يذكر في رحلة أن مدينة
أسسها الناصري البردقيز عام 223 هـ . أما "إليه العرائش أسست في الإسلام,
دو لبرمولي" في دراسته الوصفية لمجموعة من الموانئ المغربية يذهب إلى أن العرائش تأسست خلال السنوات الأولى من القرن 12 م من طرف قبيلة بني عروش .
في حسن عرض ابن أبي زرع في كتابه " روض القرطاس" أن العرائش كانت تابعة
لحكم يحيى بن إدريس. ذلك سنة 828م "هو الأمير محمد بن الإمام إدريس بن عبد الله بن حسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب (ض) لما ولي قسم المغرب بين إخوته... وولي أخاه يحيى مدينة البصرة ومدينة أصيلة ومدينة العرائش إلى بلاد ورغة" . وهذا يعطينا فرضية بأن العرائش كانت موجودة قبل هذا التاريخ, ويفيدنا ابن زيدان في كتابه الإتحاف أن مدينة العرائش كانت تحت إمرة محمد الناصر والي قرطبة سنة 937هـ الموافق للقرن 11م .
ويعتبر الحسن الوزاني (القرن 16 م) من الجغرافيين اللذين لا مسوا إشكالية تأسيس المدينة ولم يحاول المغامرة بمدنا بتاريخ حول تأسيسها واكتفى بقوله "العرائش مدينة أسسها الأفارقة القدامى على الشاطئ المحيط, في المكان الذي يصب فيه نهر اللكوس في البحر " قال بعض المؤرخين إن العرائش من تسمية العرب ذلك أن السلطان يعقوب المنصور الموحدي أنزل الهلاليين بمكان العرائش وجعلوه قاعدة رئاستهم.
خلاصة القول إن مدينة العرائش تعتبر نموذجا للمدن المغربية التي يظل تاريخ تأسيسها غير معروف, بحيث أن الأبحاث الأركيولوجية والنصوص التاريخية لم تدلنا على تاريخ مضبوط حول التأسيس, لكنها بالرغم من ذلك ساعدتنا على التأكيد على أن الموضع عرف تعميرا منذ القرن 13 م على الأقل, وتبقى الأبحاث التاريخية والأثرية المستقبلية التي نتمنى أن تجيب من مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بنشأة العرائش.
هناك تعليق واحد:
إرسال تعليق